* وهم التفوق "توهم التميز النوعي" Illusory superiority

أ.د. محمد السعيد أبو حلاوة

أستاذ الصحة النفسية المساعد - كلية التربية- جامعة دمنهور

* وهم التفوق "توهم التميز النوعي" Illusory superiority

=================================

يعد مصطلح "وهم التفوق illusory superiority" أو توهم التمايز النوعي عن الآخرين بتكبر واستعلاء ومكابرة دون وجود مسوغات واقعية منظورة في مجال علم النفس الاجتماعي حالة من حالات "التحيز المعرفي cognitive bias " يبالغ بموجبها الشخص في تصوير قدراته وسماته وإمكانياته الشخصية مقارنة بالآخرين وادعاء بتفوقه عليهم وتميزه نوعيًا عنهم، كأنه لا نظير له ولا شبيه به.

وينظر إلى "وهم التفوق والاستعلاء" وفقًا لهذا المعنى على أنه واحدًا من أنماط عديدة لما يعرف ب "الأوهام الإيجابية positive illusions " المتعلقة بالذات والتي تعكس مبالغته في التصوير الإيجابي للذات والتصوير السلبي للآخرين.

وصيغ مصطلح "وهم التفوق" أو "وهم التميز الاستعلائي كما أفضل ترجمته" على يد فان يبيرين وبونك سنة 1991 (Yperen & Buunk, 1991), وقد يطلق على هذه الحالة مصطلح "تأثير ما فوق المتوسط the Above-average "، أو التحيز للتفوق وتوهم التميز الاستعلائي superiority bias، أو خطأ التساهل مع الذات the leniency error بالميل إلى التهوين من جوانب القصور والتهويل من جوانب أو مظاهر القوة والتميز بدون دواعٍ أو أدلة موضوعية لا لهذا ولا لذاك.

وعلى ذلك قد يعرف وهم التفوق: بأنه اعتقاد الشخص بأنه أفضل من الآخرين ومتفوق عليهم، حيث يقوم الفرد بتضخيم إيجابياته وتصغير سلبياته وينتج عن سوء تقديره لقدراته الذاتية والبيئة المحيطة، وهو أمر شائع، يمكن ملاحظته في الصف، وفي العمل، وفي كافة مناحي الحياة، ويعطي هذا الوهم نفس دلالات ما يعرف اصطلاحًا بوهم أفضل ـ من غالبية الناس better-than-most effect.

وغالبًا ما تظهر دلالات أو مضامين "وهم التفوق" عندما يقارن الشخص نفسه بالآخرين في أبعاد أو مجالات حياتية معينة مثل: الأداء في السياقات الأكاديمية مثل الأداء الدراسي في الفصل أو في الذكاء العام، وفي بيئات العمل مثل الأداء الوظيفي، أو في السياقات الاجتماعية كأن يبالغ الشخص في تقدير قيمته ومستوى شهرته، أو في مجال ادعاء امتلاك سمات شخصية معينة مثل الأمانة والثقة، أو في القدرات الحياتية اليومية التي تتطلب مهارات نوعية معينة.
ولتوضيح دلالات مصطلح "وهم التفوق" قبل وصفه بالسلبية أو الإيجابية في سياق المقارنة الاجتماعية social comparison يوجد عقبتين منطقيتين يجب التغلب عليهما أولاً:

• العقبة الأولى- غموض دلالات مصطلح "المتوسط average " أو "الشخص المتوسط average Person " فمن المحتمل منطقيًا أن يكون تقريبًا كثير من الناس فوق أو تحت المتوسط إذا كان توزيع القدرات على منحنى التوزيع الاعتدالي ملتو أو ذو طرف واحد ناحية اليمين أو اليسار، ويمثل ذلك ما يعرف بمشكلة "المتوسط" و "الوسيط" بالمعنى الإحصائي.

• العقبة الثانية: ما يتعلق بعدم الاتساق في التأويل أو التفسير فغالبًا ما يكمن في متن الأسئلة التي توجه للناس للتعبير عن ذاته على إما قوة جذب ناحية الإيجابية وفي نفس الوقت تنفير من التوجه نحو السلبيات، وعلى ذلك يميل الإنسان بطبيعته إلى التصوير الإيجابي للذات، فضلاً عن تأثير ما يعرف بأساليب عرض الذات أو تقديم Self-presentation Styles فلو سئل الإنسان عن "فضيلة الكرم generosity " إن لم يكن لها معنى واضح ومحدد سيميل كل إنسان إلى تصويرها ذاتيًا وبالتالي يعتبر نفسه أكثر كرمًا من كل الناس.

• المصدر الرئيسي:
============

- Illusory superiority: https://www.revolvy.com/page/Illusory-superiority
• المصادر الإضافية:
==============
1) Hoorens, Vera (1993). Self-enhancement and Superiority Biases in Social Comparison. European Review of Social Psychology. Psychology Press. 4 (1): 113–139.
2) Steven Pinker (2011). The Better Angels of Our Nature. Penguin.
3) Randall Colvin; Jack Block; David C. Funder (1995). "Overly Positive Self-Evaluations and Personality: Negative Implications for Mental Health". Journal of Personality and Social Psychology. American Psychological Association. 68 (6): 1152–1162.
4) David Dunning; Judith A. Meyerowitz; Amy D. Holzberg (1989). "Ambiguity and Self-Evaluation: The Role of Idiosyncratic Trait Definitions in Self-Serving Assessments of Ability". Journal of Personality and Social Psychology. American Psychological Association. 57 (6): 1082–1090.